مقابلة خاصة مع السيد فايز السراج

 

لعل اهمّ ما أفرزه اتفاق الصخيرات هو كيفية خلق توافق بين الليبيين الذين انقلب عدد منهم على بعضه البعض وشكّل هذا الانقلاب حالة من التصادم ترجمت في الكثير من الأحيان إلى موجة من سفك الدماء. كانت بعض الاطراف قد تأمّلت بدايةً في أن يكون هذا الإتّفاق نواة لوضع اسس لنهاية هذا الصراع، غير أن معاهدة ضخيرات قد تحتاج في كثير من نقاطها وكما يقول عدد من الأطراف الموقّعة عليه إلى إعادة صياغة في بعض بنوده ليتحقق الوفاق المنشود.

وعلى هذا الأساس فقد قام مركز الأداء الإستراتيجي بمحاورة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق السّيّد فائز السراج في مقابلة خاصّة ننفرد بنشر اهمّ محاورها.

 

سؤال: السيّد فائز السّرّاج، ماهي اهمّ النّقاط التي لم تتّفقوا عليها مع السّيّد خليفة حفتر اثناء لقائكم به بباريس والّتي لم تذكر في الإعلام؟

جواب: لا توجد نقاط محدّدة بذاتها فالاتفاق المبرم بباريس من المفروض أن يعكس حالة من الاستقرار والثقة في ملف الخلاف الليبي بل ويُعتبر الاتفاق الذي وقعناه في باريس هو موافقة حفتر على خارطة الطريق التي اطلقتها والتي تعدّ من ابرز نقاطها الدعوة للانتخابات في بداية شهر مارس من العام القادم.

 

س: هل تعتقد أن السّيد حفتر وبعد توقيعه للاتفاق أو المبادئ المهمة التي اصدرتموها بعد اللقاء لن يتصرّف ويعرقل الاتفاق السياسي؟

ج: نحن لا نعتقد أنه سيكون معرقلاً بقدر ما هو وما يمثله من تيار داعمين للإتّفاق، فهو طرف من ضمن اطراف الخلاف في الملف الليبي ولكنّه ايضاً مفتاح لإيجاد الحلّ.

 

س: من ابرز الّنقاط الّتي ينبغي ذكرها رفض السّيّد عقيلة صالح، رئيس البرلمان والّذي هو طرف اساسيّ في الخلاف الليبي، لخارطة الطريق التي اطلقتها. لم توضّح الآلية التي سيتم إعتمادها حول إقتراحك المبني على دعوة للانتخابات خصوصاً في ظرف شكّك فيه السّيّد عقيلة صالح في شرعيّتك… 

ج:–بخصوص الشقّ الاول من السّؤال نحن وضعنا مبادئ عامة وخطوط عريضة ولكن التفاصيل يفترض أن تناقش من قبل طرفي الخلاف على أن يطوّروا الخطط والآليّات اللازمة لتطبيق النقاط وتعديل ما يرونه من المهمّ تعديله، بمعنى يجب أن تجتمع لجنة الحوار للبرلمان مع المجلس الأعلى للدولة بغاية تقرير التعديلات والإضافات اللازمة.
أمّا بخصوص مسألة الشّرعية فهذه نقطة جدليّة. انا شخصيا كنت عضواً في مجلس النوّاب وحضرت جميع الجلسات في طبرق في زمن كان فيه اعضاء عن مدينة طرابلس يمكثون في العاصمة ولم يذهبوا لطبرق إلا مؤخراً، لذلك اعد ايّ خصم أو طرف بعدم التّصرّف بأيّ شيء إزاءهم شرط ألّا تكون في ذهنهم حسابات اخرى.

 

س: ماهي ابرز النقاط التي تعتقد أنها تضمنتها خارطتك والتي تسعى كما قلت لانهاء الخلاف ؟

ج: المقترح الذي قدّمته يتناول الكثير من البنود والمقترحات الّتي وصلت اليها نتيجة متابعتي للمشهد السّياسيّ ورصدي لجميع النقاط التوافقية والخلافية الواردة في الساحة الليبية والتي اعتقد أنّ من اهمّ مكتسباتها الدّعوة للإستقرار التّام ووقف اطلاق النار بالكامل حتى الاستحقاق الانتخابي.

ايضا اودّ إرسال رسالة للمواطن الليبيّ وللعالم اجمع مفادها أنّنا نحن في المجلس الرئاسي لا نسعى إلى ولا نرغب في الحكم بقدر ما نهتمّ بتحقيق الاستقرار الذي يساهم في خلق توافق وتفاهم يدعمان هدفاً واحداً وهو بناء الدولة، إلى جانب دعوة كافة مؤسسات الدولة وعلى مختلف تبعياتها سواء للوفاق أو حتى تلك التي تتبع الازمة إلى تحمّل مسؤوليّاتها حيث أنّ تقديم الخدمات للمواطن لا يحتاج إلى إذن او تصريح بمعنى إذا ارسلنا احتياجات بإسم حكومة الوفاق مثلا لوزارة الصحة إلى البيضاء اقصى الشرق والتي تسيّرها حكومة الازمة لا يتم حينئذٍ رفض المساعدات واصدار امر قضائي بسجن المبعوثين. وللأسف هذا ما حدث مع وزير التعليم المفوّض بحكومة الوفاق عندما ذهب للبيضاء للمساعدة والوقوف على اخر المستجدات في قطاع التعليم بالمدينة حيث اصدرت آنذاك حكومة الازمة الموازية قراراً بإلقاء القبض على الوزير.

لذلك نسعى إلى إيصال رسالة لكافة المتخاصمين مفادها انّنا في حكومة الوفاق بعيدون كلّ البعد عن التجاذبات ولسنا طرفاً وأنّ خدمات المواطن ليست سلاحاً يُستخدم لمواجهة الخصم.

بالإضافة إلى ذلك ألفت الإنتباه إلى أنّ المقترح يتضمّن فكرة أنّ مدنيّة الدّولة ووحدة السلطة وتوحيد المؤسسة العسكرية هي مبادئ لا نختلف عليها وتعتبر كلّها خطوات تسير في الطريق الصحيح.

 

س: ما ردّة الفّعل من الاطراف السياسية ازاء هذه المبادرة ؟

ج: الكثير منهم بدأ يشعر بالإحراج والقلق ومنهم من بدأ في التّواصل معنا ولكن للاسف لم نلتمس منهم الجدّيّة في المساهمة في حل الازمة والخلاف بل أنّ جزءاً كبيراً منهم كان يسعي ولو بشكل خجول لمعرفة ما هو مصيره وماذا عن مكاسبه التي كان يتحصل عليها عند تقديم نفسه كمستشار أو متخصص في جانب من الجوانب الّتي تفيد المشهد السياسي الجديد حسب قوله ومزاعمه!!!…

انتهى اللقاء بالسّيّد فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبي والذي جرى معه في العاصمة طرابلس ولا يسعنا إلّا لفت الإنتباه ايضاً إلى المجهودات الواضحة الّتي تمّ تطويرها في الجانب الأمنيّ بالعاصمة حيث اصبح الاستقرار الأمنيّ هو المسيطر على طرابلس بعد تولّي العميد نجمي النكوع منصب آمر الحرس الرئاسي حيث تمّ طرد واستبعاد الكثير من قادة المليشيات بالعاصمة ودمج افرادها دون قيادتها التي تمّ القبض على اغلبها لعلّ هذا خير مدلول على إنفتاح مرحلة جديدة في العاصمة الليبيّة.

 حوار خاصّ بمركز الأداء الإستراتيجي اجراه محمّد الصّريط

حقوق النّشر محفوظة

[/vc_column_text][/vc_column][/vc_row]

Back To Top