مجلس النواب: صفحة جديدة من الانقسام، بقلم محمّد الصّريط

 

يعد مجلس النواب طرف مهم واساسي في المعادلة الليبية والصراع لاقائم في ليبيا حيث يعد البرلمان الواجهة السياسية لمشروع الكرامة الذي اصبح جسم عسكري شرعي بعدما ان اضف البرلمان الشرعية عليه وبالتالي اعتبره خصومه جزء من الخلاف وليس جزء من الحل واليوم ومع اجتمع عدد من البرلمانيون الممثلين عن طرابلس وبعض مناطق الغرب الليبي وبعض نواب برقه المهجرين إذا بهم يعقدون جلسة برلمانية بطرابلس الهدف المعلن عنها هو ادانة الحرب ولكن ماي راه البعض هنا ابعد من هذا الهدف حيث يعتقدون أن الهدف الحقيقي هو سحب البساط من رئاسة البرلمان الحالية الممثلة بعقيلة صالح وبعض المقربون منه من النواب بطبرق والذين يشكلون نفوذ قوي هناك.

ويرى الدكتور اسماعيل بن صريتي استاذ العلاقات بجامعة سرت ” أن هذه الخطوة قد تساهم في عرقلة جهود التهدئة خاصة الان وبعد مرور اكثر من ثلاث اسابيع تبين أن الحل العسكري حتى للدول الاقليمية التي كانت لفترة تساند هذا التوجه اصبحت تدرك انه صعب ان لم يكن مستحيل الحسم بهذه الطريقة”.

ويضيف بن صريتي أنّ الانقسام معروف بين تيارين أحدهم اسلامي متعاون مع القوى الثورية على الارض وبين تيار قديم ويحمل بعض المساندة من بعض القوى الاجتماعية بالشرق وللاسف المشروعين أو التيارين بعيدين كل البعد وهو ما يمثله عمق الخلاف.

ويوضح بن صريتي أن الخلاف جوهري وكبير ليس فقط في رؤية الدولة وشكل الحكم بل المشروع في حد ذاته مختلف فالقوى المسيطرة في الشرق لها بعد تاريخي في إدارة الحكم يختلف مع التوجه الموجود في غرب البلاد الذي يميل إلى روح التغيير.

وفي هذا السياق يعتقد البرفسور علي الحداد من جامعة درنه ومقيم بالقاهرة ” أنّ عقد جلسة للمنشقين أو المقاطعين للبرلمان في طرابلس ليس إلّا ردّة فعل امام ضغوط شعبية بطرابلس فالكثير من النواب هم اصلاً كانوا يصفون التشكيلات المسلحة بالعاصمة بالعصابات ومنهم من تأذّى منها”.

ويقول الحداد أنّ احتواءهم ضروري فهم محسوبي على طرف من اطراف النزاع وهو بالتالي يضعف هذا الطرف ويقلل من قوته داخل مضمار الصراع.

ويضيف “أنّ الصراعات في ليبيا اخذت شكلاً صعباً فالانقسام بات في كلّ طرف وكل معسكر يشهد انقسام وهذا يضعف جهود التوافق ويضعف فرص الحل واعتقد تصريح ممثّل الامم المتحدة الاخير غسان سلامة أنّ بعتثه تعمل في ليبيا لايجاد حل دون توقف ودون ملل لدليل على أن الصعوبات كبيرة جدا لذلك اعتقد أن هذه الجلسة هي معضلة اخرى وليست حل”.

ويرى الإعلامي ناصر بوشنش من راديو المدينة في مدينة الخمس غرب ليبيا أنّ البرلمان يعاني من الكثير من الانقسامات على خلاف المجلس الاعلى للدولة، مضيفاً انّه “ومع عقد هذه الجلسة اعتقد أنه اطلق عليه رصاصة الرحمة”.

ويقول بوشنش أنّ البرلمان سيحب بساطه وسيظهر بمظهر الضعيف كون أن البرلمانيّون في الغرب المنعقدون أكثر ويمثّلون شرائح أوسع على خلاف الحاضرين بطبرق الّذين هم اقلّ ويمثّلون تيّاراً واحداً فقط، كما انّ المقاطعين لجلسات البرلمان بطبرق وحتى بطرابلس أكثر وهم شريعة لا بأس بها وبالتالي الصورة توضح أنه برلمان عاجز.

محمد الصّريط 

Back To Top