مقابلة مع احمد الفرجاني، مؤسس حراك “حكومة فزّان”

 

الجنوب الليبي كان ولازال، منذ اسقاط نظام معمر القذافي، بؤرة توتّر تشهدها ليبيا، فالكثير من الجماعات المعارضة – التشاديّة والسّودانيّة وغيرها من المليشيات المحلّيّة – وجدت في عدم الاستقرار السياسي ملجأً لها في ليبيا من خلال الجنوب.

ويلقى هذا الانفلات الامني بضلاله على الحالة المعيشيّة للمواطن، مع الاخذ بعين الاعتبار بأنّه، وبعد عدّة محاولات من الاجسام السّياسيّة السّابقة لبث الاستقرار والامن بالجنوب، تمكّنت قوّات جيش الشّرق بقيادة المشير خليفة حفتر من بسط سيطرتها على المنطقة بالكامل.

إلا أن الشّكاوى من عدم الاستقرار المتمثّل بعمليّات السّطو والحرابة وتواجد مجموعات مسلّحة تمارس الاعتداءات على المواطنين بضواحي سبها وبعض المناطق الأخرى، اخذت ايضا بالتّزايد بالرّغم من سيطرة قوّات الشّرق على هذه المنطقة.

امّا الجانب الامني فيعدّ من ضمن الاسباب الّتي جعلت بعض النخب والقادة الاجتماعيّين من شيوخ القبائل والاعيان يطالبون بتشكيل حكومة محلّيّة باسم “حكومة فزّان” القصد منها تلبية الاحتياجات اليوميّة وتقديم الخدمات الاساسيّة للمواطن.

وعلى هذا الأساس، التقينا بـأحمد الفرجاني، مؤسّس حراك “حكومة فزان”، حيث كان لنا هذا الحوار معه.

 

بدايةً، هل توضّحون لنا أهداف الحكومة المزمع تأسيسها؟

اهدافنا واضحة: تأمين كافّة تراب الفّزّان وتطهيرها من عصابات التّبو المتحالفة مع داعش بعد طرد الجيش لحليفها السابق ابناء عمومتهم من التّبو التشاديّين والمعارضة التشاديّة عموماً. هذا ونتطلّع ايضاً إلى استرجاع كافّة حقوق اهالي الفّزّان المدنيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والسّياسيّة ولو أدّى ذلك لإغلاق كافّة مصادر الموارد وكذلك إغلاق المنافذ المؤدّية للشرق والغرب. ولا نريد أن نقول هنا “عليّ وعلى أعدائي” لأنّنا أبناء وطن واحد والحلّ لليبيا سيكون فزّاني إن شاء الله بعد أن ضُيِّع الوطن الشّرقاوي والغرباوي بسبب الصّراع الجاهلي الجهوي المتخلّف الّذي خاضه البّعض من أجل تحقيق مكاسب سياسية والسّيطرة على السّلطة بقوة السّلاح.

هل هناك أصوات محلّيّة أو حتى غير محلّيّة تريد هذا الطّرح؟

بخصوص الاصداء، نعم، هنالك تفاعل وتأييد كبيرين لتحبيذ حلّ يُطرح من داخل الفّزّان، امّا فيما يخصّ الاصداء غير المحلّيّة فالواقع أنّه لم يتم التواصل مع أي جهات خارجية الى الآن غير أنّ هنالك تواصل مع نخب متواجدة خارج الفّزّان.

هل ضعف أداء الحكومات السابقة كان سبباً في هذا التّوجّه؟

نعم، إنّ الضّعف والتّخبّط والصّراع على السّلطة وفشل الحكومتين في توفير حاجات وخدمات أهل الفّزّان وكذلك انقطاع كافّة الخدمات عن الفّزّان وعلى رأسها الأمن هو ما جعل أهل الفّزّان يفكّرون مليّاً في تقديم هذا الطرح الّذي اتى باسم عزّتهم ولعلّ هذا هو السّبب الّذي جعلهم يطلقون عليه اسم حكومة فزان العزة.

هناك من يقول إنّ هذه الحكومة سيقابلها الفّشل كون أن هناك تواجد على الارض لقوّة أمنيّة وعسكريّة تتبع لحكومة الشرق؟

نحن لسنا ضد أو مع أي طرف من الأطراف المتنازعة خاصّة إذا قاموا بمهامهم المناطة بهم وعلى رأسها توفير الأمن. ولكن، وللعلم، فبعد قدوم الجيش انتشرت عصابات داعش المتحالفة مع قبيلة التبو، بينما قبل دخول الجيش لم يكن هنالك وجود للدواعش. هذا ويشار إلى أنّ القوّة المذكورة في سؤالكم لا وجود لها على أرض الواقع فهي اسم فقط لا غير. نعم وصل الجيش وأدّى ما أدّى من مهام وتمّ بعد ذلك انسحابه في ظروف لم يفهمها أحد إلى الأن، تاركاً الفّزّان وأهلها يعانون القتل والذبح والتهجير.

ما موقف النّخب والقبائل من هذا الطرح؟ وهل تواصلتم معهم؟

نعلم بأنّ هنالك الكثير من النّخب والقبائل يريدون مثل هكذا طروحات، ولكنّنا لم نتواصل معهم إلى الآن حيث أنّ الطّرح حديث العهد بينما نحن الآن في طور إعداد الفّرق المنسّقة لتقديم طرح يتناسب واحتياجات كافّة أهل الفّزّان. ونعتقد بل ونتوقّع أن ينال الطّرح هذا تأييداً جيّداً حيث أنّ الارشادات الأوّليّة والمبنيّة على حديثنا والنّاس عموماً إيجابيّة إلى قدر كبير.

يمكن ان توضّح لنا بعض المبادئ أو الاسس التي تنطلقون منها؟

نعم. أوّلاً: من حقّنا المطالبة بحكومة للفّزّان تضمن لنا الأمن وتحافظ على حقوقنا.

ثانيا: عندما يتّفق الشّرق والغرب، سنكون معهما كما سنكون مع ليبيا ولن نقف ضدها. نحن لسنا انفصاليين لكنّنا نريد الحصول على حقوقنا بعيداً عن صراع الشمال.

فشعارنا واضح وهو التّالي كما سبق وذكرت: نعم لحكومة فزّان العزّة.

 

ختاماً، ما هو موقفكم ممّا يتردّد أنّ الدكتور علي زيدان رئيس الوزراء السابق انضم إليكم؟

هذا غير صحيح وحراكنا ليس له علاقة بأيّ شخصيّة سياسيّة مثال شخصية علي زيدان.

حوار اجراه محمد الصّريط

Back To Top