عن واقع السّويداء ومستقبل سوريا – حوار مع كنان ياسين

عن واقع السّويداء ومستقبل سوريا – حوار مع كنان ياسين، نائب رئيس الغرفة الفّتيّة الدّوليّة – فرع السّويداء

 

في ظلّ الاحداث الّتي نالت السّاحة السّورية عبر السّنوات الأخيرة، ترد تساؤلات عدّة حول واقع بعض المحافظات وحقيقة موقفها من هذه التّطوّرات. تمثّل محافظة السّويداء القريبة من درعا والمشهورة باحتضانها لعدد كبير من أبناء الطّائفة الدّرزيّة إحدى هذه المناطق الّتي تستحقّ التّدقيق في واقعها والتّعرّف بشكل أفضل على ما يدور بذهن أهلها عموماً. انطلاقاً من هنا كان لنا هذا الحوار المطوّل والمهمّ مع الأستاذ كنان ياسين، نائب رئيس الغرفة الفّتيّة الدّوليّة – فرع السّويداء.  

 

١/ ما هي الغرفة الفتيّة الدّوليّة؟ وما العمل الّذي قامت به على مدار السّنوات الأخيرة في سوريا؟

 

الغرفة الفتية الدولية (JCI) هي شبكة عالمية من المواطنين الفاعلين والشباب المتطوعين بين عمر 18 و40 سنة ضمن حوالي 5000 غرفة محلية في 117 دولة حول العالم وهي تؤمن بأن خدمة الإنسان هي أنبل عمل في الحياة. تأسست الغرفة الدولية الفتية في سورية عام 2004 تحت إشراف غرفة التجارة الدولية السورية، وتنشط حالياً في 7 محافظات منها محافظات عانت من آثار الحرب والدمار والتطرف بشكل كبير مثل حلب وحماه وحمص ودمشق بالإضافة إلى اللاذقية وطرطوس والسويداء التي عانت بكل تأكيد من كل مفاعيل الأحداث الأخيرة ولكن كانت العمليات العسكرية فيها محدودة نسبيا كما هو معروف.

يعتبر الهدف العام والاساسي من نشاط هذه الشبكة هو خلق روح المبادرة لدى الشباب ضمن المجتمعات التي يعيشون ويتفاعلون فيها والمساهمة في تحويل الشباب إلى مواطنين فعالين بشكل إيجابي في جميع المجالات وعلى كافة الصعد، وقد حازت العديد من مشاريع ونشاطات الغرفة على جوائز عديدة على مستوى العالم تجاوزت ال 50 جائزة.

خلال السنوات الماضية كان التوجه الأساسي لنشاط الغرفة على مستوى سوريا بشكل عام نحو تمكين الشباب ومساعدتهم في اكتساب المهارات لزيادة حظوظهم في الحصول على فرص أفضل من ناحية العمل ومن ناحية التأثير الإيجابي في المحيط الذي يعيشون فيه وخلق روح المسؤولية تجاه مجمعاتهم لتحويلهم إلى مشاريع قادة ملهمين ضمن هذا المحيط، وكان من أبرز ما تم القيام به مجموعة من الفعاليات والمشاريع وورشات العمل مثل ملتقى التنمية والشباب الذي قامت به غرفة السويداء كأول مشروع عند تأسيسها والذي حاز على جائزة في المؤتمر الوطني لغرفة الفتية الدولية لعام 2017 بالإضافة إلى العديد من المشاريع التي قامت بها باقي الغرف ومنها : مهرجان التطوع، ملاعب وتشجير حمص، برنامج مدينتنا بحلب، برنامج التعاون مع محافظة حماة، مشروع امتهن ومشروع خطوة، مشروع الحفاظ على موارد سوريا برنامج المسؤولية الاجتماعية للشركات ,مشروع click ,معرض الثقافات الدولية “مشوار ع العالم”، بالإضافة إلى الكثير من التدريبات وورش العمل الخاصة بأعضاء الغرف في مجال القيادة الفعالة وفن الخطابة والمناظرة وثقافة التطوع والعمل المدني.

 

٢/ تعملون في السّويداء المعروفة بقربها من مدينة درعا الّتي انطلقت منها احداث عام ٢٠١١، فكيف تعرّفون عن واقع المدينة والمنطقة اليوم وقد مضت أكثر من ٧ سنوات على الحرب؟

 

بدايةً كما تعرفون فإن محافظة السويداء تتميز من الناحية الديموغرافية بتنوع كبير مع وجود غالبة عددية لأبناء طائفة الموحدين الدروز، حيث كانت هذه المحافظة وعلى مدى التاريخ نموذجاً مميزاً للتعايش بين مكوناتها بغض النظر عن بعض الحالات القليلة الشاذة والخارجة عن السياق الطبيعي للواقع وهنا يجب ألا ننسى بأن مذهب التوحيد يتميز بجوهره وببعده كل البعد عن ثقافة التطرف والتعصب وإلغاء الآخر.

في بداية الأحداث عام 2011 كانت الصورة الغالبة لدى أبناء المحافظة بشكل عام بأن الحراك الذي بدأ في محافظة درعا ومن ثم امتد إلى محافظات أخرى يحمل الطابع الديني والطائفي من خلال عدة مؤشرات أهمها انطلاق المظاهرات من الجوامع ورفع شعارات دينية بدءاً من التكبير وصولاً إلى الهتافات المسيئة لطوائف معينة عدا عن رسائل التخوين التي وصلت إلى أبناء المحافظة بسبب عدم تحركهم ضد الدولة أو النظام تحت عنوان أن الدروز يوالون النظام العلوي بالإضافة إلى الحملة الإعلامية الضخمة التي واكبت هذه الأحداث والتي اظهرت العنوان الطائفي بشكل واضح، كل هذه المعطيات تسببت في انقسام داخل المحافظة من مؤيدين لهذا الحراك ورافضين له على اعتباره لا يمثل حراك شعبي مطلبي وبالأخص بعد ظهور محاولة فرض فكرة تغيير العلم والنشيد الوطني وتدمير وحرق مؤسسات الدولة التي شهدناها في الايام الأولى من الحراك في درعا، الأمر الّذي استدعى لأذهان الناس صورة الحالة العراقية والليبية التي تحولت بعد سقوط المؤسسات إلى دول فاشلة ومقسمة.

رغم محاولات الكثير من الأطراف جر ابناء المحافظة إلى الانخراط في هذا التوجه والحراك بشكل أكبر للاستفادة من خصوصية هذه الأقلية بالنسبة للبازارات السياسية والإعلامية العالمية، ومع الأخذ بعين الاعتبار بأن محافظة السويداء تملك إحدى أعلى نسب المتعلمين والمثقفين بين أبناءها على مستوى القطر ولديها عدد كبير من المفكرين وأصحاب الرأي وخصوصاً المعارضين منهم، كان الوعي الوطني والإصرار على المحافظة على مؤسسات ومقومات الدولة ووحدة أراضيها والإيمان بطرق التغيير السلمية والحضارية هو الغالب بشكل عام في ظل كل المعطيات السابقة واعتبار هذا الأمر مسألة وجودية بالنسبة لأبناء المحافظة بشكل عام وابناء طائفة التوحيد بشكل خاص، مما أدى إلى تحييد المحافظة عن مستنقع الصراع بشكل كبير جداً ولكن بالتأكيد ليس بشكل نهائي .

بالتأكيد تأثرت المحافظة كما تأثر الوطن السوري بمفاعيل هذه الحرب وعلى الرغم من عدم تحول ساحة المحافظة إلى مسرح عمليات عسكرية ودمار مباشر إلا أنها عانت من آثار هذه الأعمال وهذا الوضع بشكل كبير سواء من خلال بعض العمليات العسكرية على أطرافها أو من خلال فقدانها لعدد ليس بقليل من شبابها في العمليات الحربية في محيطها أو في المحافظات الأخرى، كما كان الأثر الأكبر متمثلاً بالأثر الاقتصادي حيث ساهم نزوح عدد كبير من السوريين من مناطق الصراع في الكثير من المحافظات إليها وخصوصاً من محافظة درعا وريف دمشق ساهم ذلك في تردي الوضع المعيشي وتدني مستوى الخدمات إلى حده الأدنى وارتفاع الأسعار شح المواد الأساسية وخصوصاً المدعومة منها إضافة إلى عمليات التخريب المتعمد للكثير من آبار المياه التي تعاني المحافظة أساساً من تذبذب في توافرها بالشكل الكامل وازدياد معدلات البطالة بشكل كبير بسبب ظاهرة الامتناع عن الالتحاق بالخدمة العسكرية التي أدت إلى بقاء قسم كبير من شباب المحافظة في منازلهم وعدم قدرتهم على مزاولة أعمالهم بشكل مريح أو السفر للعمل خارج المحافظة أو خارج القطر، ناهيك عن حالة الفوضى الأمنية التي نتجت عن سوء الأحوال الاقتصادية وتكون قناعة لدى البعض من أبناء المحافظة بأن الدولة ضعيفة وغير قادرة على بسط سلطتها دون أن يؤدي ذلك إلى صدامات دموية هي بالغنى عنها حالياً .

كل ذلك مضافاً إليه ظهور بعض الحالات والحركات الدينية المتطرفة ضمن طائفة الموحدين الدروز والتي تعتبر حالات خطيرة وجديدة على هذا المجتمع، كان من أكثر آثار هذه الحرب قسوةً على واقع محافظة السويداء.

 

٣/ ما هو تقييمكم لمفهوم المجتمع المدنيّ في سوريا؟ هل من تطوّرات وردت على مدار السّنوات الماضية ام أنّ الصّعوبات ما زالت كما هي؟

 

إن العمل المدني كما أراه بشكل عام هو جزء ومكون أساسي من أي بيئة سياسية واجتماعية تسعى للوصول إلى الحد الأقرب من الحالة الصحية المناسبة للنهضة بالوطن على جميع الصعد من خلال النهضة بمجتمعه.

وإذا أردنا الحديث عن العمل المدني على مستوى سوريا حالياً فأنه محصور في شقين:

. الشق الأول هو مفهوم الشك الذي يصل احياناً إلى حد التخوين لكل من يعمل في هذا المجال حيث انه ونتيجة للظروف التي مرت بها سوريا سواء من ناحية الضعف الشديد في حالة التنوع في العمل السياسي والاجتماعي خلال العقود الماضية أو من ناحية الظروف التي عاشتها البلاد على مدى سنوات الحرب المنصرمة فقد سادت لدى شريحة ليست بقليلة من المجتمع السوري نظرة الريبة والشك تجاه عنوان العمل المدني إذ أن هناك من يربط هذا العنوان بالعمل المعارض لمؤسسات الدولة والهادف إلى تدميرها خدمة لمصالح جهات خارجية تقوم بتمويل هذه النشاطات، وبالطبع فإن هذه الصورة قد تكونت لدى هؤلاء من خلال ما شهدوه عبر وسائل التواصل وما سمعوه عن بعض المنظمات المدنية التي تم الحديث عن تأسيسها من قبل أجهزة مخابرات دولية للانخراط في الحياة السورية والتأثير فيها، كما لايمكننا فصل هذه النظرة واسبابها عن تأثير العقليات الموجودة في بعض مؤسسات الدولة والتي تقاوم بشدة هذا النوع من الانفتاح في العمل السياسي والاجتماعي تحت عناوين مختلفة الامر الذي ساهم في تعزيز هذه الصورة القاتمة حول العمل المدني لدى هذه الشريحة من الناس.

. الشق الثاني وهو بلا شك قد بدأ يأخذ مكاناً مقبولاً وبشكل تصاعدي ضمن قناعات شريحة جيدة من الشارع السوري وخصوصاً من شريحة الشباب، فهذا الشق ينظر إلى العمل المدني على أنه مفهوم وطني بعيداً عن اي تطرف او ولاء أعمى سواء كان سياسياً او دينيّاً او عشائريّاً يهدف إلى تحفيز جميع مكونات المجتمع – بغض النظر عن اي تناقضات – للانخراط في عملية بناء الوطن وتحسين فرص العيش الرغيد لأبنائه، كل أبناءه.

من الواضح أنّ هذا المفهوم بدأ يتعزز بقوة خلال السنوات الاخيرة للحرب بعد ان بدأ الشارع السوري بلمس الأثر الإيجابي لنشاط العمل المدني المتزايد على مساحة الوطن السوري وخصوصاً في المناطق التي بدأت بالتعافي والخروج من مرحلة الحرب المباشرة والفعالة.

فقد بدأنا نرى نماذج جديدة ومتنوعة من مجموعات وفرق ومنظمات العمل المدني تقوم بالمبادرات والنشاطات الهادفة لتعزيز مفاهيم وقيم المواطنة والتعايش والسلام والمساواة والتنمية المستدامة والتشاركية وتمكين الشباب فكرياً وسياسياً واقتصادياً، وأرى أنه يجب التنويه هنا إلى أنّنا اصبحنا نلمس مؤشرات هامة تظهر بأن الجهات الرسمية بدأت بفتح المجال إلى حد ما للنشاط المدني بأخذ حيز معقول تحت الضوء واعتقد بأن هذا التوجه إن كان عاماً فإن سببه الاساسي سيكون إدراك الجميع بأن العمل المدني هو أحد أعمدة قيامة سوريا من تحت رماد الحرب وأحد أهم عناصر تصحيح حالة بيئة العمل في الشأن العام بأشكاله كافة.

 

٤/ على الصّعيد الإنسانيّ، من الواضح أنّ الازمة الّتي تمرّ بها سوريا هي ازمة شديدة وعنيفة سيكون من الصّعب التّغلّب عليها على المديين القصير والمتوسّط، ما تقييمكم لطبيعة ومتانة النّسيج الاجتماعي السّوريينّ؟

 

بالتأكيد لا يمكن إنكار واقع مرير، بأنّ هذه الحرب كان أحد أهم أسلحتها هو خلخلة النسيج الاجتماعي القائم حينها والذي كان مائلاً للاستقرار على الأقل من ناحية الشكل، إذ أنّ التمايز الذي قد يصل أحياناً حد التنافر كان موجوداً كما هو الحال في الكثير من مجتمعات منطقتنا ولكن بشكل خجول جداً وخفيّ، أمّا خلال الحرب فكان هناك جهد كبير ومكلف جداً قامت به الكثير من الجهات للعمل على إظهار هذه الحالة إلى السطح وتأجيجها بهدف خلق أثر تدميري طويل الأمد يمكن العمل على إعادة إنتاجه مستقبلاً تحت عناوين عدة.

الحقيقة أنّ هذا الأمر قد نجح إلى حد كبير في التأثير العميق في المنظومة الاجتماعية السورية على تنوعها وأفرز حالات وظواهر يصعب بسهولة مسحها من الذاكرة الجمعية والتراكمية للمجتمع، لذلك أرى أن أهم  الأولويات بل ويمكن تسميتها الرب القادمة التي يجب ان نخوضها طواعيةً كسوريين هي عملية إزالة آثار هذا الضرر أو على الأقل التخفيف من حدتها وصولاً إلى مرحلة ترسيخ أولوية العنوان الوطني السوري الجامع على التصنيفات والاعتبارات الأخرى، وهذا الأمر كما هو معروف يحتاج إلى الكثير من المقوّمات والجهود اولها هو القرار الرسمي الحقيقي المبني على قراءة واقعية وموضوعية لأسباب الحرب ونتائجها وليس آخرها تسخير المقدرات المادية والفكرية على المدى الطويل خدمةً لهذا الهدف.

 

٥/ الجيش السّوريّ في مرحلة صعود واستعادة لسيادته على جزء كبير من مناطق البّلاد “الحيويّة” والمحوريّة، هل يعني ذلك أنّ لا شيء تغيّر على الرّغم من مضي أكثر من ٧ سنوات من الحرب والدّمار؟

 

لا أعتقد بأن لا شيء تغير، فمن غير المعقول تجاهل نتائج ما حصل خلال سنوات الحرب وما يجب فعله لتجنب تكرار هذا السيناريو المدمر لجميع الأطراف السورية. بالتالي من المنطقي جداً وعلى اعتبار أن الضرر قد طال الجميع أن يكون هناك قرار على المستوى الوطني ككل بالعمل على تحصين الداخل والبدء بتكوين منظور جديد كلّيّاً لأسلوب وطريقة وأدوات إدارة البلاد على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والأمنية على المدى الطويل الأمر الذي سيأخذ وقتاً ليس بقليل لتحقيقه، ولكن اعتقد ان الجميع يعلم أنّ لا مهرب من البدء به وإلا فإن العواصف لن تتوقف وقد تتصاعد قوتها التدميرية.

إن ما حصل في سوريا خلال سبع سنوات أضاف إلى مخزون الذاكرة السورية من التجارب ما يعادل عشرات السنوات ليكتسبها أي مجتمع في ظروف عادية مستقرة، وعلى اعتبار ان المجتمع السوري هو مجتمع عريق وخلّاق بغض النظر عن بعض القشور التي ظهرت هنا وهناك إلا أنه بالتأكيد شعب محب للحياة ومؤمن بقيمتها، فإن لم يستفد من هذه التجربة للبدء ببناء حياة أفضل فإنه لن يكون جديراً بهذه الحضارة والتاريخ الغائر في القدم، ولا زلت مؤمناً بانه جدير بكل ذلك وسيذهل العالم بقدرته على التعافي والتطور. وبالتأكيد فإن كل ذلك سيفرض على كل سلطة وأي سلطة بأن تتفاعل بشكل إيجابي مع هذا العنوان.

 

٦/ من المستحيل التّأمّل في علم الغيب ولكن على الرّغم من ذلك كيف تتوقّعون ان يكون وجه سوريا بعد خمس سنوات من الآن وخصوصاً فيما يتعلّق بواقع وطموحات شباب البّلاد؟  

 

إن من سيعيد قيامة سوريا ما بعد الحرب هي شريحة الشباب أولاً، فالشباب يمكن أن يكونوا بناة سوريا ويمكن أن يكونوا سبب دمارها واضمحلال حضارتها. ما حصل فيها يؤكد ان هناك الكثير ممّا سيتغيّر بعد أن وصل السوريون إلى مرحلة القناعة واليقين بانه لا يمكن السماح لما حصل بان يتكرر تحت أي عنوان، وبالتالي فإن سوريا مقبلة على مخاضٍ مؤلمٍ وقاسٍ ولكنه صحّيّ، سينتج عنه كما أرى على المدى الاستراتيجي سوريا جديدة قوية وقادرة يأخذ فيها الشباب دوراً أكبر مما هو الآن سواء على مستوى صنع القرار أو على مستوى الرقابة على طريقة صنعه وتطبيقه، اعتقد أننا سوف نرى الشباب في مواقع التخطيط والتنفيذ والرقابة وأهم مؤشر يمكن أن نأخذ به على بداية التعافي وهو الهامش العريض الذي سيعطى للشباب المنخرط في العمل المدني والشأن العام.

Back To Top