هل من آفاق لعودة يهود ليبيا إلى ديارهم؟ لقاء خاصّ مع السّيّد رافائيل لوزون

 

ينفرد معهد الأداء الإستراتيجي بنشر لقاء صحافي اجراه الكاتب عبدالله الكبير بالتنسيق مع الصّحفيّ والبّاحث في معهد الأداء الإستراتيجيّ محمد الصريط مع رئيس اتحاد يهود ليبيا في المهجر، السّيّد رافائيل لوزون، وذلك بمناسبة اللقاء الّذي أقيم في جزيرة رودس أواخر شهر يونيو ٢٠١٧ والّذي صدف ذكرى مرور خمسون عاماً على خروج يهود ليبيا من البّلاد. 

والجدير بالذّكر أنّ قضية ومسألة اليهود الليبيين المهجرين برزت بقوة في الآونة الاخيرة خاصة بعد عدة اجتماعات عقدت في ايطاليا واليونان ومالطا بخصوص عودتهم وتعويضهم والّتي تفاوتت ردود الفّعل عليها ما بين التأييد والترحيب والرفض والقبول بتحفظ. 

يهود ليبيا في المنافي المختلفة ورغم تعاقب السنين لم يغادر حلم العودة إلى ليبيا مخيلتهم. أجيال متعاقبة تعيش هذا الحلم آملة تحققه يوما ما. وفي منفاهم ماتزال ذكرياتهم في مختلف المدن الليبية التي ولدوا وعاشوا فيها سنوات الطفولة والصبا متوهجة معززة بمحفظاتهم على نمط وأسلوب الحياة الليبي في كافة تفاصيله اليومية.

لقاء جزيرة رودس أواخر يونيو ٢٠١٧م نظمه وأشرف عليه رفائيل لوزون رئيس اتحاد يهود ليبيا في المهجر، وقد عجبنا كثيرا من اتقانه اللهجة الليبية (البنغازية) حيث ولد وعاش رافائيل لوزون بعضا من طفولته في مدينة بنغازي وتلفت الإنتباه معرفته الدقيقة بأحيائها وشوارعها ومعالمها. وكان من المدهش ايضاً أن يقول لنا رفائيل لوزون وبكلّ فخر أنه وحتّى هذه الساعة لا يطرب إلا بسماع المطربين علي الشعالية ومحمد صدقي وشادي الجبل وغيرهم من الفّنّانين الليبيين. 

رغم فرحه بتحقق اللقاء الذي كسر حاجز الخوف على حد تعبيره إلا أنّ رافائيل لوازون حزين ايضاّ لعدم تفهم قطاعات واسعة من الليبيين لقضية عودتهم إلى بلادهم التي لا يعرف الكثير من اليهود الليبيين غيرها.

ولكم نصّ الحوار:

سؤال: ما هو تقييمكم لنتائج اللقاء الّذي أقيم في جزيرة رودس مؤخرا؟ هل أضاف شيئا لخدمة قضيتكم الأساسية؟ 

جواب: اللقاء في رودس هو الخطوة الكبيرة التي كنا ننتظرها مند زمن بعيد وقد كسر الجليد وحاجز الخوف وتم اللقاء بشكل علني وحوار حضاري انساني جمع بين الليبيين من مختلف الأديان والأعراق تحت مظلة ليبيا.  

س2: حضور مسؤولين إسرائيليين من الحكومة والكنيست ما فائدته في هذا الملتقى؟

ج2: حضور المسؤولين من الحكومة الإسرائيلية له عدة مكاسب بعضها خاص بالأحزاب السياسية داخل إسرائيل وكلها تسعى لكسب أصوات الناخبين من أصول ليبية واقناع المواطنين بأنهم يحققون انجازات على مستوى إقليمي، وأيضا الاستماع واللقاء المباشر مع الأطراف العربية هو مكسب مهم لهم للحديث معهم بشكل مباشر. 

س3: بما أن المبادئ لا تتجزأ فكيف يساند المسؤولون الإسرائيليون حق عودة اليهود الليبيين إلى ليبيا وينكرون هذا الحق على الفلسطينيين المهجرين من فلسطين؟

ج3: السياسة ﻻ مبادئ لها وتحركها المصالح والسؤال يجب ان يوجه للمسؤولين الإسرائيليين وهم من يجيب عنه. 

س4: نفى خليفة الغويل رئيس حكومة الإنقاذ ارسال أي مندوب عنه للملتقى وأنكر بعثه برسالة لكم. كيف تعلق على ذلك وأنت من اعتبر رسالته للملتقى تاريخية؟

ج4: يجب على السيد خليفة الغويل أن ينشر بيان موقع ومختوم بالنفي أو الثبات لأن هذا اللغط جعله موضع شك وأنه يلعب لعبة رجل هنا ورجل هناك إرضاء جميع الأطراف، ونحن ننتظر رده بشكل رسمي بدون لف أو دوران سياسي.

س5: ليبيا الآن كما تعرف تعاني من صراعات متعددة فضلا عن تدخل خارجي يعمق من أزماتها فهل ترى أن هذا وقت مناسب لإثارة قضية عودة اليهود الليبيين إلى ليبيا؟

ج5: وهل اللقاء في رودس بين أبناء ليبيا يؤزم المشكلة الليبية أم أن شحن السلاح والتعصب والتطرف هو سبب الأزمة؟؟!! لدينا إمكانيات وعلاقات دولية واقليمية يمكن أن تساهم في تسريع حل الأزمة التي يعاني منها المواطن ﻻ المسؤولين فلماذا ﻻ يستغلون هذه الإمكانيات؟ وهل تدخّل تركيا ومصر والإمارات وايطاليا مقبول وحديثنا نحن أبناء ليبيا ممنوع؟

س6: هل تعتقد أن فكرة عودتكم صارت مقبولة أكثر من وقت سابق لدى الليبيين؟

ج6: الشباب الليبي اليوم أكثر وعيا وانفتاحا من السابق، وقرار العودة هو قرار شخصي يتخذه كل مواطن ﻻ يحرم منه، السؤال المهم هل قام أي يهودي ليبي بالتسبب في ضرر للشعب الليبي؟ ام العكس اي انّهم ضحايا ومتضررين ومع ذلك ﻻ يتكلمون سوى بالخير ولا يتمنون سوى الخير للشعب الليبي كله.

س7: أخيرا. ماهي الرسالة التي تود توجيهها للقراء بشكل خاص ولعامة الليبيين؟

ج7: أيها الشعب الليبي! يا أهلي في ليبيا! إنّ الوقت يمرّ ومركب ليبيا يغرق كل يوم، فاجتمعوا على كلمة سواء وابتعدوا عن التعصب فإنّ بناء دولة حديثة ﻻ يتم سوى بالانفتاح الثقافي والإقتصادي والسّياسي 

الذي سيضمن الاستقرار والنمو والازدهار.

Back To Top